نصوص قصيرة

الفلاح وملك الماء


كان الفلاح مسعود راجعا الى بيته ، وهو يغني مسرورا ، ولما اقترب من الغابة ، تذكر أن يجمع الحطب ليستدفئ هو وأولاده وزوجته ، فتسلق شجرة ضخمة ، ولكنه لم يكد يضرب أول ضربة ، حتى انفلتت الفأس من يده ، وغاصت في قاع النهر ، وكان النهر عميقا وسريع الجريان ، فوقف الفلاح حزينا وهو يقول : ما العمل يا ربي . ان الفأس حياتي ورزق أولادي وزوجتي
سمع ملك الماء شكوى الفلاح المسكين ، فرق له ، وخرج من النهر وفي يده فأس من الذهب ، ودنا من الفلاح وقال له : اهذه فأسك يا رجل ؟ فقال الفلاح مذعورا : لا يا سيدي ، ليست هذه فأسي فأراه الملك فأسا من الفضة ، وقال له : ربما كانت هذه فأسك . فقال الفلاح : لا يا سيدي ، ليست هذه أيضا فأسي
فانتشل الملك من الماء فأسا ثالثة من الحديد ، وقال للفلاح : أتكون هذه فأسك ؟ وما كاد نظر الفلاح يقع على الفأس ، حتى صاح في سرور : نعم ، نعم يا سيدي ، هذه فأسي ، أعطنيها من فضلك
سر ملك الماء من أمانة الفلاح وصدقه ، وحبه لعمله ، فترك له الفؤوس الثلاث ، واختفى سريعا في قاع النهر
رد مع اقتباس

مريم البليدة

اشتهرت مريم بالكسل في العمل ، وبالتأخر عن مواعيد المدرسة والطعام والنوم وكانت كلما لامها أحد على تأخرها ، اعتذرت بأن ساعة الحائط في غرفة نومها غير مضبوطة ،
وذات صباح ، فتحت مريم عينيها ، فرأت عقربي الساعة ، يشيران إلى الثامنة والربع ، فألقت الفراش ، ثم ارتدت ملابسها بسرعة، وخرجت قبل أن تتناول الفطور .
وصلت مريم إلى المدرسة ، ولكنها لم تجد تلميذة واحدة في الساحة ، ولما سألت الحارس ، عرفت أن موعد الدروس بقي له خمسون دقيقة ، فاحمر وجهها خجلا ، وأسرعت عائدة إلى البيت .
قالت لها أمها : لماذا انصرفت قبل أن تأكلي ؟ إن الساعة لم تزد على الثامنة إلا ربعا . وكان أخوها نجيب الذي قدم الساعة ، قد عاد فردها إلى حقيقتها .
تحيرت مريم ، ووقفت أمام الساعة قائلة : لماذا تخدعينني أيتها الساعة البليدة ؟ فأجابها اخوها : انت البليدة يا مريم ، أما الساعة ، فأنا الدي قدمتها ، كي أعطيك درسا في المحافظة على الوقت

حيلة الفلاح

كان لأحد الفلاحين ثور قوي ، وفي ليلة مظلمة ، دخل لص حظيرة الفلاح ، وسرق الثور ، وبعد أيام ذهب اللص إلى سوق المواشي ليبيعه .
حزن الفلاح على ثوره ، ثم ذهب إلى سوق البهائم ليشتري ثورا اخر ، وكم كانت دهشته كبيرة ، حين وجد ثوره المسروق بين الثيران المعروضة للبيع ، فأمسك الفلاح الثور ، وصاح : هذا ثوري ، وقد سرق مني
سمع اللص كلام الفلاح ، فجاء إليه وقال : مادا تقول سرق منك هذا الثور؟ قال الفلاح : إن هذا الثور: سرق مني منذ خمسة أيام فقال اللص : هذا ثوري ، وانا اشتريته منذ أكثر من سنة
تقدم الفلاح وغطى عيني الثور ، وقال للص والناس يستمعون إليه : إن احدى عيني الثور عوراء ، فأخبرني أين هي ؟ فقال اللص مضطربا : العين اليسرى فضحك الفلاح ورفع كفه عن عين الثور اليسرى ، فرأى الناس أنها سليمة ، فقال اللص في خجل : لقد أخطأ لساني إنني أردت أن أقول : إن العين العوراء هي العين اليمنى
فضحك الفلاح وكشف عن عيني الثور ، فرأى الناس انهما سليمتان .وحينئدذعرفوا انه لص ، فأخذوا منه الثور ، وردوه إلى صاحبه